لا تساوي ساعة في القبر

 لا تساوي ساعة في القبر

كنت في نقاشٍ عفوي معه احدثه عن مشكلتي الّتي حصلت قبل فترة وكم كان تصرف ذلك الشخص متعجرفاً غبيّاً وانني لن اسامحه طوال حياتي
فقال ولم ؟
الألم الّذي أحدَثَهُ لي كان كبيراً ولا اعتقد انّي سأستطيع نسيانه او غفران ما فعل لي.
فقال ، سامحه ، فهذه الدنيا زائلة ولا تساوي ساعة واحدة في القبر.
صُعِقت ، اخترق كلامه قلبي مباشرةً ، كيف فاتني التفكير بهذه الطريقة ؟ كيف تناسيت ان هذه الدنيا الدنيئة لا تساوي عندالله جناح بعّوضة !
يذكرنا هذا بموقف نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم حين ذهب على اهل الطائف لطلب نصرتهم فكان ردهم انهم ضربوه بالحجارة وسال دمه الشريف واهانوه فقال له جبريل بأن الله بعث ملك الجبال برسالة يقول فيها :
إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم الأخشبين ، فأتى الجواب منه عليه السلام بالعفو عنهم قائلاً: ( أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ).
كثيرًا ما ننسى انفسنا في هذه الحياة ، ننسى ان خلافاتنا ونزاعاتنا عبارة عن ترهات وكم هي عديمة القيمة ، ويضخمها لنا الشيطان فتُسفك الدماء وتُقطع صلة الرحم وتبدأ الغيبة بالإنتشار وتبدأ الاثام بالتراكم
كل هذا والشيطان جالسٌ يطالعنا وهو بحالة هتسيرية من الضحك.

ختامًا نسأل الله الّا يجعل الدنيا اكبر همنا ويحشرنا بجوار عظمته ونبيه في الفردوس الاعلى جميعًا.